أسلوب رياضي يتعامل مع خصائص المعلومات وإرسالها. وهي تعتبر جزءا من النظرية الرياضية للإحصاء والإحصاء الرياضي لقياس مفهوم المعلومات. وتركز نظرية المعلومات على أوجه الاتصال، مثل كمية البيانات، ومدى الإرسال، وسعة قناة الإرسال، وتداخل الإشارات، والتكرار، وصحة الإرسال، وتصحيح الأخطاء، وذلك من إرسال البيانات عبر الكبلات حتى تدفقها إلى المجتمع ككل. ويعتقد أن نظرية المعلومات بدأت تتشكل عندما نشر Claude E. Shannon (1916-2001) مقالة بعنوان:
A Mathematical Theory of Communication
في Bell System
Technical Journal في أكتوبر 1948 عندما
كان يعمل في
معامل بل
والنظرية تعتبر فرعا من النظرية الإحصائية لعلوم
الاتصال، وهي أيضا على علاقة بميادين أخرى، منها التحسيب.
وقد أوجدت النظرية وسيلة كمية لقياس المحتوي المعلوماتي للرسائل
message
كما
أوجدت أكفأ الوسائل لبثها. وعلى الرغم من كونها جزءا من علوم الاتصالات التطبيقية،
إلا أنها فتحت الطريق للأبحاث في العلوم الرياضية البحتة.
1. التطبيقات
وتطبق النظرية في ميادين كثيرة، منها الرياضة البحتة
والتطبيقية، ونظرية الاتصالات، والسبرنيتيقا cybernetics
والحاسبات، وماكينات الترجمة، وعلم الوراثة، والعلوم النفسية، وفي تشخيص
الأمراض كذلك. ففي العلوم النفسية، مثلا، جرت عدة دراسات فيما يتعلق بأقصى الدرجات
التي يمكن للإنسان أن يستوعب بها المعلومات. ولكن الاستخدام الأساسي كان في علوم
الاتصالات، وخصوصا في تصميم أجهزة الاتصالات الذكية،
واختيار الأكواد المناسبة وبث الإشارات بدون حدوث أخطاء بسرعة تصل إلى درجة سعة
القناة. والجزء الخاص بالإرسال في النظرية لا يهتم بمعنى الرسالة ولكنه يهتم بتوصيل
الرسالة بكل أمانة، كما هي، إلى الطرف المستقبل بدون ضياع أي جزء منها. وقبل وصف النتائج الهامة للنظرية يجب تعريف بعض المفاهيم الأساسية مثل:
مصادر المعلومات، والمحتوى المعلوماتي للرسالة، والأنتروبيا، والضوضاء، والحشو،
وسعة القناة التي ترسل عبرها الرسالة.
2.
مصادر المعلومات
يعتبر كلام البشر من أوضح الأمثلة
على
مصادر المعلومات. فاللغة العربية، مثلا، تتألف من 28
حرفا حيث تتجمع الحروف في مجموعات لتؤلف الكلمات أو الرسائل. كما يعتبر المصباح
الومضي مصدرا للمعلومات حيث يحتوي على عنصرين فقط، إما "مضيء " أو
"مطفأ". ولا يشترط أن يكون عدد مصادر المعلومات محدودا بعدد معين.
فالأمواج الصوتية الصادرة من آلة موسيقية كالترمبون لها طبقات صوتية لا نهائية
تشكل عناصر "لغتها".
3. المحتوى المعلوماتي
في مسائل الاتصالات، يكون التعامل مع
المصادر التي تبث الإشارات ذات الطبيعة الإحصائية. فلكل عنصر من عناصر المصدر درجة
احتمال للبث - فمثلا، في اللغة الانجليزية نجد أن نسبة احتمال ورود حرف
"e" في الرسائل أعلى من ورود حرف
"z". وبينما يمكننا معرفة احتمالية ورود الحروف
المفردة، فإن تلك المعرفة لا تكون مؤكدة لمعرفة أي الإشارات ستكون التالية في
الإرسال. ولكن التساؤل الذي أثاره ثم أجاب عليه شانون كان كالتالي: هل هناك مقياس
مناسب لعدم التأكد أو بمعنى آخر
لعنصر المفاجأة الذي يمكن أن يقترن بمصدر احتمالي من هذا النوع ؟ بالإضافة إلى أن
مثل هذا المقياس يجب أن يعتمد فقط على احتماليات الرسالة وليس على الطبيعة المادية
للإشارات، مثل قوتها أو مصدرها المادي.
ولتبسيط المسألة دعنا نفترض أننا نرسل إشارات في لغة ذات عنصرين فقط "0", "1"،. أضف إلى ذلك أننا سنحاول إيجاد مقياس لمحتوى المعلومات لتلك اللغة. فإذا افترضنا أن عنصرا واحدا يتم إرساله أو بثه طول الوقت، فإن الرسالة التي تتألف كلها من خيط من "1"، يعني مثلا (111111 الخ.) لن تحمل أية معلومات، لأن المستقبل يمكنه دائما أن يتنبأ بكل دقة بالعنصر الذي سيصل إليه في كل مرة يحدث فيها الإرسال.
سنفترض الآن أن الرمز "1" يرسل بنسبة
63/64 في المتوسط طول الوقت، فإنه عند استقبال
هذا الرمز فإن المعلومات التي يحصل عليها تكون ضئيلة جدا لأن
المستقبل يمكنه أن يخمن وصول هذا الرمز كما أن تخمينه سيكون صحيحا معظم الوقت. وبهذا المفهوم فإنه
عند استقبال "0" فإن نسبة
كبيرة من المعلومات يكون قد تم الحصول عليها. وعليه فإنه كلما زادت
"ندرة" الرمز، زاد المحتوى المعلوماتي.
من هذه المناقشة البسيطة نرى أن المقياس
الكمي للمحتوى المعلوماتي للرمز يجب أن يزيد كلما قلت احتمالية إرسال الرمز. فإذا
كانت الاحتمالية تساوي "واحد" (أي أن الرمز يتم إرساله باستمرار) فان المحتوى المعلوماتي يجب أن يساوي
صفرا. والاقتران الرياضي mathematical function الذي يساوى الصفر عندما يكون المتغير
المستقل independent variable واحد، هو اللوغاريتم في الشكل (1).
شكل 1
وعلى هذا افترض شانون أن المحتوى
المعلوماتي I للرمز يجب أن يقاس بالمعادلة التالية:
I = - log2
p
حيث
log2 p
هى احتمالية
probability إرسال
الرمز ويلاحظ أن I تكون دائما موجبة، طالما أن
P، أي الاحتمال، يجب أن يتراوح
مداه من الصفر إلى واحد، حتى يكون لوغاريتمه دائما سالبا أو
صفرا . وأساس اللوغاريتم عادة يكون 2
لتسهيلعملية الحساب (log2). ويمكن تمثيل المقياس الذي يتطابق مع المعيار عاليه
كما يلي: