http://www.elshami.com

metadata

الميتاداتا. واصفات البيانات. ما وراء البيانات

 

الميتاداتا أو ما وراء البيانات هي معلومات هيكلية (يعني مبنية وفق نظام معين) مهمتها وصف وايضاح وتسهيل استرجاع  مصادر  المعلومات  information resources  واستخدامها وتنظيمها. ويطلق عليها  "واصفات البيانات"  أو "بيانات عن البيانات" أو" معلومات عن المعلومات". ويختلف استخدام هذا اللفظ باختلاف جماعات المتخصصين في التخصصات المختلفة. ففي بعض التخصصات، يستخدم للإشارة إلى المعلومات التي يمكن أن تفهمها الآلة، بينما يستخدمه البعض ليعني فقط التسجيلات التي تصف المصادر الإلكترونية  electronic resources. وفي مجال المكتبات، تستخدم الميتاداتا عادة للاشارة إلى أي نظام رسمي خاص بوصف المصادر الإلكترونية المطبقة على أي كائن رقمي (إلكتروني)  digital object  أو غير رقمي. فالفهرسة التقليدية بالمكتبات هي في الواقع شكل من أشكال الميتاداتا.

وكذلك فإن مارك 21  MARC21  ومجموعات القواعد المستخدمة معه، مثل قواعد الفهرسة الأنجلو أمريكية   AACR2  هي معايير للميتاداتا في مجال الفهرسة.

وهناك أيضا نظم للميتاداتا أنشئت لوصف انواع الكائنات الموجودة في أشكال نصية (في شكل يقرأ) بما فيها الكتب المنشورة والوثائق الإلكترونية ووسائل البحث بالأرشيف والأعمال الفنية والمواد التعليمية والتدريبية ومجموعات البيانات العلمية.

وهناك ثلاثة أنواع للميتاداتا:
1) الميتاداتا الوصفية 
descriptive metadata، وهي تعني بوصف المصادر بهدف ايجادها والتعرف عليها.

2) الميتاداتا التركيبية  structural metadata، وهي تشير إلى كيفية بناء الكائنات وتركيبها مع بعضها في بناء واحد، مثل تركيب الصفحات مع بعضها لتكوين فصول الكتاب.

3) الميتاداتا الإدارية  administrative metadata، وهي توفر المعلومات التي تساعد على إدارة المصادر، مثل، متى انشئت وكيفية انشائها، ونوع الملفات والمعلومات التقنية الأخرى ومن له حق الوصول إلى المصادر. وتتفرع الميتاداتا الإدارية إلى :
أ) الميتاداتا الخاصة بإدارة حق الوصول للمعلومات وهي تتناول حقوق التأليف والنشر
ب) الميتاداتا الخاصة بالصيانة والمطلوبة لأرشفة وصيانة المصادر.

والميتاداتا يمكن أن تصف المصادر في أي مستوى من مستويات تجميعها وتكوينها. كما أنها قد تستخدم لوصف مجموعة من المصادر أو مصدر منفرد أو أحد مكونات مصدر أكبر (مثل صورة في مقالة). وكما يحدث عندما يتخذ المفهرس قرارا إما بإنشاء تسجيلة بالفهرس لمجموعة من المجلدات أو إنشاء تسجيلة لكل مجلد على حدة، فكذلك على واضع الميتاداتا أن يتخذ قرارات مشابهة. ويمكن للميتاداتا ايضا أن تستخدم للوصف في أي مستوى من مستويات أنموذج المعلومات الذي خططت له افلا  IFLA، على العمل  work، أو التعبير  expression، أو المظهر المادي  manifestation، أو المفردة  item. فمثلا، قد تصف تسجيلة الميتاداتا أحد التقارير أو نسخة بالذات من نفس طبعة هذا التقرير.

IFLA (International Federation of Library Associations and Institutions) Functional requirements for Bibliographic Records

 

وقد يتم تضمين الميتاداتا في الكائن الرقمي أو أنها قد تختزن منفصلة عن الكائن. وهي تكون مضمنة في وثائق HTML  وفي رؤوس ملفات الصور.

ومن مزايا تضمينها في الوثائق، أنها لن تضيع ويمكن بالتالي تحديثها مع الوثيقة. ولكن هناك بعض الكائنات التي لا يمكن حفظ الميتاداتا بها، مثل الأعمال الفنية. ولكن حفظ الميتاداتا منفصلة، يمكن أن يبسط إدارة الميتاداتا نفسها ويسهل عمليات البحث والاسترجاع. ولذلك فإن الميتاداتا تحفظ في نظام لقواعد البيانات وتربط بالكائنات  objects  التي تقوم بوصفها.

وأهم سبب لإنشاء الميتاداتا هو تسهيل عمليات اكتشاف المصادر، تماما، كما في الفهرسة الجيدة التي تؤدي إلى الوصول السريع للمواد المفهرسة. فكلما زاد عدد المصادر المبنية على الويب، فإن المواقع التي تجمعها يمكن أن تقوم بربطها بناء على موضوعها أو الجمهور المستخدم لها، وهي تفعل ذلك ديناميكيا من خلال تحسس قواعد البيانات التي تحتفظ بالميتاداتا.

كما أن من أسباب إنشاءها أن وصف المصادر الإلكترونية باستخدام الميتاداتا، يسمح للإنسان كما يسمح للآلات استيعابها بطرق تؤدي إلى التشغيل المتداخل  interoperability. والتشغيل المتداخل يتعلق بإمكانية تبادل المعلومات بين الأنظمة التي تستخدم أجهزة وبرامج مختلفة. وهناك مدخلان لتحقيق التشغيل المتداخل، ألا وهما: البحث المتقاطع بالأنظمة  cross-system search  وهو ما يحققه بروتوكول  Z39.50، ثم بعد البحث يتم حصد الميتاداتا  metadata harvesting. فمستخدمي بروتوكول  Z39.50  لا يتشاركون في الميتاداتا ولكنهم يطابقون امكانياتهم البحثية مع مجموعة عامة من الخواص  attributes.

وهناك مدخل آخر يستخدم وهو مبادرة الأرشيفات المفتوحة    Open Archives Initiatives، وهو يتطلب من موفري البيانات ترجمة الميتاداتا التي يستخدمونها

إلى مجموعة مركزية من البيانات ثم تعريضها لعمليات الحصد.

ومن ثم يقوم موفر خدمة البحث بتجميع الميتاداتا في كشاف مركزي ليسمح بالبحث المتقاطع في هذا المخزن بصرف النظر عن صيغة الميتاداتا التي تستخدمها أماكن التخزين المشتركة في هذه الخدمات.

وكذلك فإن معظم مخططات الميتاداتا تشتمل على أرقام معيارية بهدف التعرف الرقمي  digital identification  على الأعمال أو الكيانات التي تشير إليها الميتاداتا. والكيان الرقمي يمكن أن يكون اسم ملف  file name  كما قد يكون المحدد الموحد لموقع المصدر  uniform resource locator 

وتتركز معظم الجهود المبذولة في مجال الميتاداتا على اكتشاف أحدث المصادر التي أنشئت حديثا. ولكن هناك اهتمام كبير لصيانة المصادر الرقمية والإبقاء عليها بحيث يمكن استخدامها في المستقبل. فالمعلومات الرقمية يمكن أن تتلف أو تفسد أو تتغير عمدا أو بغير عمد. وقد تصبح غير صالحة للاستخدام إذا ما تغيرت الأوعية المحفوظة عليها أو تغيرت البرامج والآليات المستخدمة. ولكن الميتاداتا تهدف إلى أن المصادر تستمر وتبقي متاحة في المستقبل. والأرشفة والصيانة  archiving and preservation  تحتاج إلى عناصر خاصة لتتبع مصدر الكائن الرقمي وكيف يتغير بمرور الزمن حتى يمكن محاكاته في تكنولوجيا المستقبل. ومن المؤسسات التي تهتم برشفة والصيانة، ما يلي:

National Library of Australia, the British Cedars Project (CURL Exemplars in Digital Archives), and a joint Working Group of OCLC and the Research Libraries Group (RLG).

وللمزيد من المعلومات عما وراء البيانات، راجع:

كتاب:  أساسيات ما وراء البيانات لاختصاصي المكتبات والمعلومات تأليف بريسيلا كابلن- ترجمة وتعليق هاشم فرحات ، 1428 ھ  - 2007 م

راجع أيضا هذا المطبوع   Understanding Metadata  الذي نشرته NISO ، 2004

الميتاداتا: ممارسة الفهرسة وبوابات المعلومات الموضوعية على الانترنت تأليف آن تشابمان ، ميشيل داي ، ديبرا هيوم ؛ ترجمة محمود عبد الستار خليفة،  Cyberarians Journal،  ع 2، سبتمبر 2004

علي بن شويش الشويش.  ماركMARC والبيانات الخلفية (الميتاداتا) Metadata: علاقة نديه أم تكاملية؟    مجلة المعلوماتية / ع 9 ، ذو القعدة 1425 ھ  -  يناير     2005 م