العلم الذي يبحث في أصول الكتابة العربية، ونشأتها،
ومواد الكتابة، والظروف المحيطة بكل مراحل تطورها.
اختُلف في أصل الكتابة العربية، فمن قائل بأنها
توقيفية أي أنها جاءت من عند الله سبحانه وتعالى، وهو رأي لايستند إلى أساس علمي،
ومن قائل إلى أنها مشتقة عن المسند الحميري في اليمن، وهورأي لايسنده دليل مادي.
ولربما كان أقرب الآراء إلى الصحة - وإن كان هو الآخر ينقصه الأدلة اليقينية - هو
أن الأنباط الذين أسسوا دولتهم في المنطقة الممتدة من شمال الحجاز وخليج العقبة
وحتى منطقة دمشق، قد استعملوا لغة الآراميين بعد أن أغاروا عليهم وتحضروا بحضارتهم
واستعملوا لغتهم في سائر شؤون حياتهم وإن احتفظوا بلغتهم العربية. واشتقوا خطاً من
الخط الآرامي نسب إليهم، فعرف بالخط النبطي. وقد استمر هذا الخط مستعملاً لما
يقرب من ثلاثة
قرون بعد زوال مملكة النبط (169 ق.م. - 106 م). ولم يتحرر الخط العربي من هيئته
النبطية بحيث أصبح قائما بذاته إلا بعد أن استعاره العرب الحجازيون لأنفسهم.
صورة نقود عربية مختلفة، ويلاحظ أنها
كتبت بالخط الكوفي المستقيم
والصف الثاني عو الوجه الآخر للنقود
المصورة في الصف الأول
وأنواع
الخطوط العربية كثيرة، منها:
2.
خط
النسخ: سمي كذلك لأن الكتاب ينسخون به المؤلفات
وهو الذي كتبت به المصاحف في العصور الوسطى الإسلامية.
3.
خط
الرقعة: لا تتفق الآراء في بدء نشوئه وتسميته ولا
علاقة له بخط الرقاع القديم. أما خط الرقعة الحالي فهو من وضع المستشار ممتاز بك في
عهد السلطان عبد المجيد خان حوالي 1280· (1863م). وهذا
الخط أسرع إنجازا في الكتابة من خط النسخ.
4. خط
الفارسي: بعد دخول العرب بلاد فارس، استبدل الفرس
الخط البهلوي بالخط العربي، وافتن الفرس في الابتكار فزادوا حرف الباء والزاي والجيم
بثلاث نقط، ولفظوها بلغتهم.
5. خط
التعليق: وفي أوائل القرن الثالث الهجري أدخل
الفرس في الخط النسخي أشياء زائدة، فكان ما سمي بخط التعليق الأول، استنباطا من خط
النسخ والرقعة والثلث. ومن ميزات خط التعليق أن لايخلط بحروفه حروف من أي خط آخر،
ولا ترسم له حركات.
6.
خط
جلي تعليق: ومن
مشتقات خط التعليق يوجد خط ”جلي
تعليق” ويستعمل في كتابة الألواح الكبيرة.
7.
خط
النستعليق: ومن مشتقات خط التعليق أيضا، خط
النستعليق (النسخ تعليق)، إذ عندما بلغت فنون الخط والنقش أوج عظمتها في القرن السابع،
وأوائل القرن الثامن الهجري في عهد الأسرة السنجورية في إيران، اشتهر خطاط يدعى
مير علي التبريزي المشهور بقبلة الكاتب، تنسب إليه قواعد تجويد هذا الخط، الذي
يجمع بين قواعد خطي النسخ والتعليق ويمتاز بخفة ولطف لا يبدوان في خط التعليق.
8. خط
الديواني: وهو خاص بديوان الملوك والسلاطين، إذ
يكتب به التعيينات في الوظائف الكبيرة، وإعطاء البراءات والإنعام بالأوسمة وما
يصدر الملوك من الأوامر الخاصة. وأحيانا تكتب به عناوين الكتب وأسماء الأعلام. وقد
عرف هذا الخط بصفة رسمية بعد فتح السلطان محمد الفاتح العثماني القسطنطينية عام
857 · . ويقال إن أول من
وضع قواعده هو الخطاط ابراهيم منيف الذي عاش في عهد السلطان محمد الثاني.
9.
خط
الديواني جلي: هذا الخط هو من مشتقات الخط الديواني، وقد عرف في نهاية القرن العاشر
الهجري وأوائل القرن الحادي عشر، ابتدعه
”شهلا بك"، ويمتاز عن الخط الديواني بحركات إعرابية ونقط مدوّرة
زخرفية.
نص قرآني بخط كفي: "والصبح إذا
تنفس. إنه لقول رسول كريم. ذو قوة عند ذي العرش مكين. مطاع"
12.
الخط
الأندلسي أو القرطي: ولما انتقلت عاصمة المغرب من القيروان
إلى بلاد الأندلس، ظهر فيها خط جديد سمي بالخط الأندلسي أو القرطي، نسبة إلى
قرطبة، وهو مقوس الشكل بعكس خط القيروان الذي كانت حروفه مستطيلة.
13.
الطغراء:
هي في الأصل توقيع سلطاني، وأقدم ماعثر عليه من نماذج
شبيهة بالطغراء ماكان يستعمل في جليل المكاتبات باسم السلطان المملوكي الناصر حسن
بن السلطان الملك محمد قلاوون. وكتابة الاسم في الطغراء وتكوين رسمها دعا إلى
التصرف في قواعد الخط المألوفة، والخروج عن طور الكتابة الصحيحة إلى الرسم، فجاء
من هذا التطوير في الرسم خط جديد أطلق عليه اسم خط الطغراء. وقد تطورت الطغراوات
بمرور الزمن على أيدي خطاطي الدولة العثمانية حتى وصلت إلى شكلها الأخير كما رسمها
الخطاط مصطفى راقم عام
1241.